trinityst.blogspot.com الترجمة الأنجليزية لمحتويات البحث
YouTube - Dina Haddadin - Fe 2attareke
ثالثآ ذكر عمل الثالوث فى سفر التكوين
1:- الآب مصدر الخليقة والمواثيق
من الملفت للنظر تكرار قول الله الخالق عقب قيامه بخلق الكائنات الحية سواء كانت تلك الكائنات نباتآ أم حيوانآ أم الأنسان ذاته، أن الخليقة لم تشمل فقط الصياغة الشكلية التى صارت عليها تلك المخلوقات ، بل تعدت عملية الخلق هذه الحدود فأوجد فيها ما يضمن تكرار حدوث هذه العملية وفق ضوابط أوجدها فى هذه الكائنات( راجع ما قال الله فى تكوين 1 عدد 11 بخصوص النبات وفى 1 عدد 22 بخصوص الحيوان وفى عدد 28 من نفس الأصحاح بخصوص الأنسان ذاته) .
والتعبيرات يبذر بزرآ ثمره فيه كجنسه ، أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض هى من بين التعبيرات التى تؤكد أن الآب كمصدر للحياة والوجود ، على حسب ما نعرفه عن هذه التسمية(الآب = مصدر أو نبع) ، هذا الآب خلق كذلك فى هذه الكائنات النظام الذى يؤدى للتوالد أو تكرار عملية الخلق الى ما لا نهاية، لذلك تعدى الحديث عن الله كمصدر حدود الأصحاحات الأولى من سفر التكوين تلك التى كانت تتحدث عن الخليقة الأولى خلال الأيام الست ، وتعدى ذكره بوصفه مصدرآ للحياة عند كل تكاثر بشرى تالى لهذه الحادثة حتى بعد الطوفان .
لقد كان أبرام ( أبراهيم ) يخاطب الله المصدرسائلآ أياه النسل مع أنه كان يدرك تمامآ بأن الله لن يعيد دورة التاريخ الى الوراء ليخلق له نسلآ من النراب ثانية كما فعل عند خليقة آدم ، لأن ببساطة شديدة سيكون ذلك المخلوق الجديد لا يرتبط به بعلاقة البنوة التى كان يتمناها ، بل كان فى ذهن أبراهيم الله المصدر الذى يشغل ويفعل ما سبق أن خلقه فيه وفى زوجته لأنجاب هذا النسل .
ولعل من الأحداث الطريفة التى حدثت بواسطة يعقوب أنه لجأ لأستخدام فكرة الوحم التى كانت من بين محصلة الفكر الشعبى فى حينه لأحداث التغير الذى كان يتمناه من نسل الأغنام التى كان يقوم برعايتها لصالح خاله لابان ( راجع تكوين 30 عدد 38،39 ، وقد كان يدرك بحسب السليقة أن الله قد أودع هذه الكائنات النظام الكفيل بتشكيل هذا النتاج الجديد ، ومع أن فكرة الوحم لا زالت حتى عصرنا هذا خاضعة للجدل العلمى والثقافى ولم يصل أحدهم حتى الآن لثوابت توضح سلوك الأنتقاء الجينى على نحو دقيق بين العديد من الصفات الوراثية الموجودة والمتاحة فى الشريط الوراثى للكائن الحى ، حتى لقد أطلقوا على هذه العملية صفة الأنتقاء العشوائى لكن هذا المجال موكول فى التحدث عنه أصحاب هذا العلم الذى يطلق عليه علم الجينات أو المورثات . لكن حديثنا هنا هو بخصوص أدراك يعقوب أن هناك قدرة على التشكيل مودعة بواسطة المصدر أى الآب فى داخل هذه الحيوانات الذى خلق هذا الكائن بما له من مختلف الأنظمة .
ومع أن الكثيرون من أصحاب الدعوة الى أستخدام الوسطاء أو الشفعاء من بنى البشر يرددون التعبيرات التى وردت على لسان الله وعلى ألسنة الآباء مثل قول الله ليعقوب فى تكوين 28 عدد 13 "اله أبراهيم أبيك وأله أسحق " وما يقوله يعقوب فى تكوين 32 عدد 9 "يأله أبى أبراهيم وأله أبى أسحق "متصورين الفضل فى الأستجابة يعود على البشرالسالف ذكرهم ، مع أنه من الواضح أنها على العكس فهى محاولة لأرجاع العلاقة بين الفرد والمصدر المستمر الذى لم ينقطع وجوده رغم موت هؤلاء، حتى تكون العلاقة بين المصدر والفرد على نفس هذه الدرجة من العلاقة التى تذكر فى هذا السياق ، فلم يكن لهؤلاء فضل غير ما خلقه الله أصلآ فيهم لأعادة أنتاج ما سبق أن خلقه الله وحدده فيهم، وهو الذى يتحكم فيما أودعه فيهم، بدليل أختياره للتوقيت المناسب من وجهة نظره لموعد الأنجاب، مع أن هذا النظام قد أودع فعلآ من قبل فى سارة، لكن ظل الله هو المتحكم فى هذا الشأن .
لم يكن يعقوب قادرآ على الأستعانة بوالده أسحق ليوصله بالمصدر أى الآب بعد تركه له وهو فى طريقه لخاله، ثم كمتغرب فى هذه الديار مدة عشرين عامآ ( تكوين 31 عدد 38 ) بل كان المصدر موجود فى كل مكان وهو يملك كل الآليات التى تجعله يحقق ما يشاءه هو، دون أى أملاءات من أحد . فأكثر له النسل كوعده من خلال ملاك العهد أو الأبن أو الأنسان الذى صارعه فى لوز أى فنيئيل .
ألآب بوصفه الطرف الأول الأصيل فى كل ميثاق تم بينه وبين الأنسان ، ففى الميثاق الذى صنعه الله بعد خطية الأنسان الأول فى جنة عدن فى تكوين 3 عدد 8 - 19 وكانت علامته الكروبيم ولهيب السيف المتقلب لحراسة الطريق الى شجرة الحياة والذبيحة، وميثاق الله مع نوح فى تكوين 9 عدد 9 الى 17 وعلامته قوس قزح ، وميثاق الله مع أبرام وعلامته الذبيحة و طرد الأمم من أمام نسله فى تكوين 15 عدد ، تكوين 17 عدد 10 و16 و21 وميثاق الله مع يعقوب وعلامته ضرب حق الفخذ ليعقوب على عرق النسا فى تكوين 32 عدد 22 الى 32 هذه العلامات كانت للتعبير الملموس بواسطة الأنسان ، لكى يتذكر بعد الميثاق أن هناك وجود حقيقى لذلك المصدر الذى هو الطرف الأول من الميثاق.
فلقد كانت العلاقة بين الله الأبن والبشر هى علاقة مباشرة متفاعلة على نحو ما سنرى، أما العلاقة بينهم وبين الآب فقد كانت فى المواثيق وفى قبول الذبائح فقد كانوا يقدمونها لذلك الأله الغير مرئى من أول ذبيحة هابيل الصديق مرورآ بذبائح نوح ثم أبرام وأسحق ويعقوب فى سفر التكوين .
لكن هناك مناسبتين لتقديم الذبائح بولسطة أبرام يستحقان منا التعقيب عليهما المناسبة الأولى هى عندما قدم ابراهيم لله حملة ذبائح معآ تتكون من عجلة ثلاثية وعنزة ثلاثية وكبشآ ثلاثيأ ( اى ما بلغ سن ثلاثة سنوات )مع يمامة وحمامةفى سفر التكوين 15 ، والذى جعل هذه المناسبة مميزة هو لأنها كانت ذبيحة العهد الذى فى الميثاق بين الله وأبراهيم و لأنه قد حدثت هناك محادثة بين أبرام وبين الله حديثآ وقر فى قلب أبراهيم ووعاه قلبه يخبره بمستقبل نسله وما هو آت من أحداث فى الأعداد 13 حتى 16 ثم تنور الدخان والمصباح الذى من النار الذى كان يجوز بين قطع الذبائح وهى حركة ملموسة لله كانت النار سبيلآ لكشفها. وأما المناسبة الثانية فهى عندما أعتزم على أطاعة الله بتقديم أسحق ذبيحة فى تكوين 22 عدد 15 الى 18 وفيها كان التعامل مع الله الآب من خلال وسيط هو ملاك العهد على نحو ما سنفصله عند حديثنا عنه . لكن يبقى القول أن فى الحالتين كان هناك وضوح مطلق يشير الى أن تلك الذبائح كانت تقدم لله الغير مرئى باعتباره الآب أى المصدر .
أترك تعليقآ . ق.حوزيف المنشاوى .
لقد كان أبرام ( أبراهيم ) يخاطب الله المصدرسائلآ أياه النسل مع أنه كان يدرك تمامآ بأن الله لن يعيد دورة التاريخ الى الوراء ليخلق له نسلآ من النراب ثانية كما فعل عند خليقة آدم ، لأن ببساطة شديدة سيكون ذلك المخلوق الجديد لا يرتبط به بعلاقة البنوة التى كان يتمناها ، بل كان فى ذهن أبراهيم الله المصدر الذى يشغل ويفعل ما سبق أن خلقه فيه وفى زوجته لأنجاب هذا النسل .
ولعل من الأحداث الطريفة التى حدثت بواسطة يعقوب أنه لجأ لأستخدام فكرة الوحم التى كانت من بين محصلة الفكر الشعبى فى حينه لأحداث التغير الذى كان يتمناه من نسل الأغنام التى كان يقوم برعايتها لصالح خاله لابان ( راجع تكوين 30 عدد 38،39 ، وقد كان يدرك بحسب السليقة أن الله قد أودع هذه الكائنات النظام الكفيل بتشكيل هذا النتاج الجديد ، ومع أن فكرة الوحم لا زالت حتى عصرنا هذا خاضعة للجدل العلمى والثقافى ولم يصل أحدهم حتى الآن لثوابت توضح سلوك الأنتقاء الجينى على نحو دقيق بين العديد من الصفات الوراثية الموجودة والمتاحة فى الشريط الوراثى للكائن الحى ، حتى لقد أطلقوا على هذه العملية صفة الأنتقاء العشوائى لكن هذا المجال موكول فى التحدث عنه أصحاب هذا العلم الذى يطلق عليه علم الجينات أو المورثات . لكن حديثنا هنا هو بخصوص أدراك يعقوب أن هناك قدرة على التشكيل مودعة بواسطة المصدر أى الآب فى داخل هذه الحيوانات الذى خلق هذا الكائن بما له من مختلف الأنظمة .
ومع أن الكثيرون من أصحاب الدعوة الى أستخدام الوسطاء أو الشفعاء من بنى البشر يرددون التعبيرات التى وردت على لسان الله وعلى ألسنة الآباء مثل قول الله ليعقوب فى تكوين 28 عدد 13 "اله أبراهيم أبيك وأله أسحق " وما يقوله يعقوب فى تكوين 32 عدد 9 "يأله أبى أبراهيم وأله أبى أسحق "متصورين الفضل فى الأستجابة يعود على البشرالسالف ذكرهم ، مع أنه من الواضح أنها على العكس فهى محاولة لأرجاع العلاقة بين الفرد والمصدر المستمر الذى لم ينقطع وجوده رغم موت هؤلاء، حتى تكون العلاقة بين المصدر والفرد على نفس هذه الدرجة من العلاقة التى تذكر فى هذا السياق ، فلم يكن لهؤلاء فضل غير ما خلقه الله أصلآ فيهم لأعادة أنتاج ما سبق أن خلقه الله وحدده فيهم، وهو الذى يتحكم فيما أودعه فيهم، بدليل أختياره للتوقيت المناسب من وجهة نظره لموعد الأنجاب، مع أن هذا النظام قد أودع فعلآ من قبل فى سارة، لكن ظل الله هو المتحكم فى هذا الشأن .
لم يكن يعقوب قادرآ على الأستعانة بوالده أسحق ليوصله بالمصدر أى الآب بعد تركه له وهو فى طريقه لخاله، ثم كمتغرب فى هذه الديار مدة عشرين عامآ ( تكوين 31 عدد 38 ) بل كان المصدر موجود فى كل مكان وهو يملك كل الآليات التى تجعله يحقق ما يشاءه هو، دون أى أملاءات من أحد . فأكثر له النسل كوعده من خلال ملاك العهد أو الأبن أو الأنسان الذى صارعه فى لوز أى فنيئيل .
ألآب بوصفه الطرف الأول الأصيل فى كل ميثاق تم بينه وبين الأنسان ، ففى الميثاق الذى صنعه الله بعد خطية الأنسان الأول فى جنة عدن فى تكوين 3 عدد 8 - 19 وكانت علامته الكروبيم ولهيب السيف المتقلب لحراسة الطريق الى شجرة الحياة والذبيحة، وميثاق الله مع نوح فى تكوين 9 عدد 9 الى 17 وعلامته قوس قزح ، وميثاق الله مع أبرام وعلامته الذبيحة و طرد الأمم من أمام نسله فى تكوين 15 عدد ، تكوين 17 عدد 10 و16 و21 وميثاق الله مع يعقوب وعلامته ضرب حق الفخذ ليعقوب على عرق النسا فى تكوين 32 عدد 22 الى 32 هذه العلامات كانت للتعبير الملموس بواسطة الأنسان ، لكى يتذكر بعد الميثاق أن هناك وجود حقيقى لذلك المصدر الذى هو الطرف الأول من الميثاق.
فلقد كانت العلاقة بين الله الأبن والبشر هى علاقة مباشرة متفاعلة على نحو ما سنرى، أما العلاقة بينهم وبين الآب فقد كانت فى المواثيق وفى قبول الذبائح فقد كانوا يقدمونها لذلك الأله الغير مرئى من أول ذبيحة هابيل الصديق مرورآ بذبائح نوح ثم أبرام وأسحق ويعقوب فى سفر التكوين .
لكن هناك مناسبتين لتقديم الذبائح بولسطة أبرام يستحقان منا التعقيب عليهما المناسبة الأولى هى عندما قدم ابراهيم لله حملة ذبائح معآ تتكون من عجلة ثلاثية وعنزة ثلاثية وكبشآ ثلاثيأ ( اى ما بلغ سن ثلاثة سنوات )مع يمامة وحمامةفى سفر التكوين 15 ، والذى جعل هذه المناسبة مميزة هو لأنها كانت ذبيحة العهد الذى فى الميثاق بين الله وأبراهيم و لأنه قد حدثت هناك محادثة بين أبرام وبين الله حديثآ وقر فى قلب أبراهيم ووعاه قلبه يخبره بمستقبل نسله وما هو آت من أحداث فى الأعداد 13 حتى 16 ثم تنور الدخان والمصباح الذى من النار الذى كان يجوز بين قطع الذبائح وهى حركة ملموسة لله كانت النار سبيلآ لكشفها. وأما المناسبة الثانية فهى عندما أعتزم على أطاعة الله بتقديم أسحق ذبيحة فى تكوين 22 عدد 15 الى 18 وفيها كان التعامل مع الله الآب من خلال وسيط هو ملاك العهد على نحو ما سنفصله عند حديثنا عنه . لكن يبقى القول أن فى الحالتين كان هناك وضوح مطلق يشير الى أن تلك الذبائح كانت تقدم لله الغير مرئى باعتباره الآب أى المصدر .
أترك تعليقآ . ق.حوزيف المنشاوى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق