الأحد، 6 ديسمبر 2009

تكملة بحث الثالوث فى سفر التكوين 3 YouTube - Rivers of Life - Besawte

trinityst.blogspot.com الترجمة الأنجليزية للبحث


           تابع ثالثآ :- ذكر عمل الثالوث فى سفر التكوين
2 :- الملاك الأنسان
        كان لسان الله الناطق للبشر قادرآ على التفاعل معهم بكيفية مثالية من خلال ملاك الرب ، ففى الحديث السابق عن تقديم أبراهيم الذبيحة فى مناسبة منعه من الأستمرار فى عملية تقديم ابنه أسحق حيث يقول ملاك الرب من السماء فى تكوين 22 عدد 9 الى 14 " لا تمد يدك الى الغلام "وجعله يبصر الكبش الذى يقدمه ذبيحة عوضآ عنه ، فأذا بأبراهيم يطلق على ذلك المكان"يهوه يرأه"بمعنى الرب يرى ، لقد كان الملاك يناديه من السماء (تكوين 22 عدد 15 - 18 ) وكرر حديثه قائلا " بذاتى أقسمت يقول الرب أنى من أجل أنك فعلت هذا الأمر ....ألخ  فملاك الرب أذآ كان هو وسيلة الهية للتعامل مع بنى البشر .
          لقد كان استخدام الناس لكلمة "ملاك"( ملك العبرانية أو أنجليون اليونانية)  كانت كلمة لها استخدامات أكثر عمومية من أستخدامها فى العصر الحديث، ذلك لأن الفن لكثرة ما صور من ملائكة، جعل أفكار الناس تتجه مباشرة ألى حصر كلمة ملاك على ذلك المخلوق الذى يستخدمه الله لأداء مهام خاصة ، مع أن لغة الكتاب لم تقتصر على الدلالة على هذا المخلوق بوصفه ملاكآ،مثلآ فى ملاخى 3 عدد 1 يقول "هانذا أرسل أمام وجهك ملاكى"وفى مرقس 1 عدد 2 ولوقا 7 عدد 27 يشير الى أن ذلك الملاك المقصود كان يوحنا المعمدان وهو أنسان وليس من جنس آخر . فكلمة ملاك لم يكن مقصود منها الجنس أو النوع للكائن الذى يوصف بهذه الكلمة وأنما كان وصفآ لطبيعة مهمة معينة، قوام هذه المهمة رسالة تؤدى أو تبلغ ،  لصالح مرسل له على  درجة أعلى منه، وأعلى من الأنسان المرسل اليه فى نفس الوقت قهو رسول أيآ كان أصل جنسه .
         ولكى يتعامل الله مع الأنسان ويحدثه بصورة بشرية تعطى فرصة للأنسان من التفاعل معها، كان يأتى فى هيئة أنسان وكان ظهوره بهذه الصورة يعكس  وجودآ أصليآ موجود فى خطته الأزلية للفداء قبل خلق الأنسان حتى لقد خلق الأنسان الأول على مثاله فكان طبيعيآ أن يتعامل مع يعقوب بهذا الشكل فى تكوين 32 عدد 24 " صارعه أنسان حتى طلوع الفجر "ويخاطبه هذا ألأنسان فى تكوين 32 عدد 28 " لأنك جاهدت مع الله( يقصد ذاته ) والناس وقدرت"فيصل يعقوب للنتيجة فى 32 عدد 30 أذ عرف أن هذا الأنسان لم يكن سوى الله ذاته فدعا اسم ذلك المكان فنيئيل قائلآ لأننى نظرت الله وجهآ لوجه ونجيت نفسى .
          بيد أنه لما كان يسترجع الأحداث نفسها أمام أبنه يوسف يذكر له فى تكوين 48 عدد 3، 4 "الله القادرعلى كل شىء ظهر لى فى لوز فى أرض كنعان ....ألخ" ثم يقول فى تكوين 48 عدد 15 ، 16 " الله الذى سار أمامه أبواى أبراهيم وأسحق الله الذى رعانى منذ وجودى الملاك الذى خلصنى من كل شر يبارك الغلامين ....ألخ".
         فالله أذآ هو ذلك الأنسان الذى صارعه يعقوب وهو فى نفس الوقت هو الملاك الذىخلصه من كل شر ذلك الملاك الأنسان الأله الذى له سلطة أن يمنح بركته للغلامين.
        فأقنوم الأبن أذآ كان فى ذهن الآباء له هذه التركيبة الثلاثية العجيبة وكان له وجودآ مؤثرآ فى الأحداث التى حدثت لهم . حتى هاجر كان لها نصيب فى أدراكه فى تكوين 16 عدد 7 " فوجدها ملاك الرب على عين فى البرية على العين التى فى طريق شور " وفى عدد 10 ، 11 وقال لها ملاك الرب هاأنت حبلى فتلدين ابنآ وتدعين اسمه اسماعيل لأن الرب سمع لمذلتك ".
         لقد تعامل أبراهيم معه ضمن ثلاثة رجال وفدوا عليه واستضافهم فى سفر التكوين أصحاح 18 وتبين لنا من الحديث أن أحدهم كان هو الله الذى بدأ الأصحاح بخبرظهوره لأبراهيم وكان لديه سلطان منح أبراهيم غلامآ يولد له، وعرف ما يجرى وراء خباء سارة فكشف لها ما سرته بعيدآ عنه وخاطبها بما عرف عنها وظل ابراهيم يتحدث معه راجيآ أياه أن يصفح عن سدوم وعمورة وكان أبراهيم يعلم أنه أنما كان يخاطب الله ذاته الذى له هذه السلطات بينما كان الرجلان أثناء تلك المحادثة قد غادروا المكان فعلآ لتنفيذ الأمر الموكل لهما من عند الله وهو خراب سدوم وعمورة وهناك عرفنا أنهما كانا ملاكين .
      لقد كان الظهور الغريب للأنسان يمثل لهم ثلاث أحتمالات فمن الممكن أن يكون هذا أنسانآ عاديآ أو ملاك أو الله ذاته، وقبل ومارس أولئك هذه المعانى بكل بساطة، وكان دليلهم لاستبصار الحقيقة، الروح فى داخلهم دليلآ بالأضافة لمدى سلطان الأنسان الذى وفد عليهم وأحساسهم الفطرى بهيبة محضره.
           أترك تعليقآ .           ق.جوزيف المنشاوى.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق