السبت، 24 أكتوبر 2009

عقيدة الثالوث فى سفر التكوين (1)




www.trinityst.blogspot.com  ألمدونة الأنجليزية المقابلة حيث تذكر مراجع البحث          
              أولآ:- نظرة عامة    
تعبر الصيغة المختصرة للأيمان فى مجموعة كليات ترينيتى عن المبادىْ الأولية التى تاخذ بها الكليات اللاهوتية، والتزامها بها فى دراساتها وأبحاثها1* 
فأذا عدت الى موقع الكلية فسوف تعثر فى الهاند بوك على ما ترجمته كما يلى "أن وجود الله الأزلى فى أقانيم ثلاثة، ألآب، الأبن، الروح القدس ،كل أقنوم من الثلاثة فى أله واحد له نفس الطبيعة والجوهر والكمالات ويستحق نفس الولاء والثقة والطاعة ( متى 28 الأعداد من 18-19، كورنثوس الثانية13 الأعداد 13،15).ا
وبالرغم من ان هذه العقيدة معلنة فى الكتاب المقدس فى العديد من المواضع، لعل أبرزها ما ذكر فى رسالة يوحنا الأولى 5 عدد 7 حيث يقول "والذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد".
ألا أن هذه العقيدة ينسب الفضل فى ابرازها للقديس "ترتليانوس" فى القرن الثانى الميلادى، وبحلول القرن الرابع صارت لها المكانة فى صيغة الأيمان المسيحى للكنيسة2*.
هذه العقيدة هى للتعريف بالله بوصفه ألهآ واحدآ فى وجوده الجوهرى،لكن هذا الوجود له ثلاث صيغ أو أنماط ، كل منها يعبر عن أقنوم ، أما الجوهر الألهى فهو موجود فى الثالوث ، أو الأقانيم الثلاثة.
ولم يخل سفر التكوين من ذكر الثالوث ، رغم أنه كما قلنا لم يذكره كمسمى ،وهذا ما نلاحظه مثلآ فى مجرد التسمية "ألوهيم"وهى صيغة جمع فى اللغة العبرانية، وهى صيغة كما هى فى العربية تعبر عن ثلاثة شخوص على الأقل .
          ثانيآ:- ذكرأقانيم الثالوث
                فى سفر التكوين
الواقع أن ورود ذكر الثالوث فى سفر التكوين كان على نمطين ظاهرين :-
فى النمط الأول فيه يكون عمل الثالوث متضافر، يعمل الله فيه عملآ تظهر فيه آثار وجود الثالوث كوحدة فاعلة .
أما النمط الثانى ففيه يظهر عمل أحد الأقانيم فى مواجهة الحدث بينما يكون الأقنومين الآخرين فى خلفية الصورة ، أو العكس .
وخير شاهد على النمط الأول ،كل ذكر لتسمية الله "ألوهيم"بوصفه القوة الفاعلة وعلى سبيل المثال :- 
أول آية يبدأ بها سفر التكوين تقول "فى البدء خلق الله (ألوهيم)السماء والأرض".3*
وأثناء عملية الخلق كان هناك وجود واضح للكلمة مع الروح ففى سفر التكوين 1 عدد3 يقول " وقال الله ( وجود الكلمة ) ليكن هناك(أشارة لتوافر عامل نشط - الروح) نور فكان نور".
فالله وهو الخالق (يفكر)و (يقول) وينفذ باستخدام عامل نشط وهو الروح القدس.
وفى سقر التكوين 1 عدد 26 " وقال الله لنعمل الأنسان على صورتنا كشبها" لقد أعلن الله الثالوث أنه سيعطى صورته للأنسان المخلوق على شبه الله الخالق ، فى البر وقداسة الحق، قبل السقوط فى الخطية، تلك الصورة كانت موجودة فى الله أثناء عملية الخلق .
أما النمط الثانى فخير مثال له فى قصة معاملات الله مع "أبراهيم".
فلقد أعلن الله ذاته لأبراهيم فى سفر التكوين12 4*واستعلن له فى صيغة وشكل الأنسان، فى تكوين 18 وصاحب عمل الملاكين (فى قصة أخراج "لوط" من سدوم وعمورة) فى تكوين 19 عدد 17 " وكان لما أخرجاهم (أى الملاكين-مثنى يخاطب فى صيغة الجمع) ألى خارج ، أنه ( فى صيغة المتكلم المفرد-الروح)قال أهرب لحياتك .....ألخ".
ومع ان الأقنوم الثانى فى اللاهوت (الكلمة أو الأبن) لم يذكر صراحة، ألا أن وجوده كان محسوسآ ومشارآ أليه بل وبارز فى مرات كثيرة ، ليس فقط عند أستخدام الله للقول عند الخلق، ولا عند خليقتة  للأنسان على مثاله ،وأنما يظهر بوضوح فى وعد الله فى تكوين 3 عدد 15 بخصوص نسل المرأة، وأيضآ من خلال التعامل المباشر بين الله والأنسان ، بوصفه وسيطآ موصلآ لأحداث هذه العلاقة.
ومع أن الروح القدس لم يذكر كذلك بالأسم المعروف به فى العهد الجديد،  ألا أن الروح الذى كان يرف على وجه المياه قبل خلق العالم  فى تكوين 1 عدد 2 ، كان تعبير عن حياة الله والحيوية التى فيه، والتى قام باستخدامها فيما بعد بمفعول العامل النشط فى أحداث الخليقة، وفى كافة الأحداث التى تعبرعن عمل الله الروحى فى العالم المادى .
أترك تعليقآ .                                                                           ق.جوزيف المنشاوى.
          سوف نستكمل بأذن الله سردباقى البحث بعد مقالين لأستاذنا د.ج.س.فيليب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق